• البحث عن السبب .
يوما بعد يوم ، أدركت أنّ كافة مشاكل مجتمعنا نابعة عن الجهل .
لعلّي لم أرى أبعاد ذلك أبداً ، ولاحتى بعد التفكير والسؤال ، وإنما فقط بعد قراءة عدة كتب .. وكان سبب ذلك هو جهلي للأسف ..
إنني أتكلم هنا عن الجهل .. ولعل أول مايتبادر للذهن عند سماع تلك الكلمة هو مظاهر التخلّف وهبوط مستوى التعليم في مجتمعنا ، وأول مايتبادر لحلها هو التعليم و المدارس ..
يبقى هذا الكلام صحيحا لكنه يغفل جانبا هاماً ،
فالجهل في مجتمعنا نوعان ، جهل علميّ وجهل فكريّ .. وكل جانب مستقلٌ عن الآخر تمام الاستقلال .. وكل جانب موازٍ ومكمل للآخر ، و لايمكن الاستغناء عن أحد الطرفين على حساب الطرف الآخر.
الخطأ الجسيم الذي وقعنا به في مجتمعنا .. هو الاهتمام بالجانب العلمي فقط دون الفكري ، فنرى الاهتمام في التحصيل العلمي المجرد .. وأقصد بالمجرد كل مايبتعد عن الواقع وعن الحياة، كما الدراسة في المدارس منذ الطفولة ، والجامعات حين الشباب ، فكل الاهتمام ينصب على الأرقام ومساواتها .. وعلى المعادلات وحلها .. وعلى المعلومات المجردة والخالية من كل قيم ..
وإن وجدت بعض المواد الفكرية.. نجد من يدرسها بأسوأ الطرق .. سعياً لقتلها وتجريدها ، ووضعها بقالب النمطية والحفظ والتلقين الأعمى .
فإلقاء المخلفات في الشوارع عمل خاطئ ، لكن المعادلات والأرقام ليس بوسعها فعل شيئ إزاء ذلك الخطأ.. وإنما الجانب الفكري هو الوحيد الذي يرقّي العقل ويمنعه من ذلك التصرف ..
• ما تأثير ذلك على الحياة؟
بعد إهمالي للجانب الفكري من حياتي في الماضي ، لاحظت عن نفسي وأصدقائي بُعدين للإهمال ،
– أولاً: بعدٌ نفسي ( داخل النفس ) ، ويتجلّى بخلوّ فكرنا من قيم ترفع الحياة، فكنا نعيش ليومنا وجُلّ همنا كان الأرقام والمعادلات .. والتسلية والترفيه عن النفس بكافة الوسائل .
فكانت الحياة كئيبة حزينة أشبه بطريق نمشي عليه .. لانعرف إلى أين .. لانعرف لماذا .. لكننا نمشي ، وكانت حياتنا متقلبة .. لانكاد نثبت على رأي .. والعشوائية تحكمنا .
– ثانياً: بعدٌ خارجي ( خارج النفس ) ، يتلخص بسوء التعامل بين الأفراد ، وتراجع الأخلاق ( وما أشدّ ذلك ) .. وسوء التصرفات ..
عن نفسي ، الحمدلله بعد اهتمامي بالجانب الفكري من حياتي ، استطعت التحرر – قدر استطاعتي – من ذلك النمط الكئيب من الحياة .. فصرت أعرف حياتي بشكل أفضل ، ولاحظت السعادة ، لاحظت النشاط ، لاحظت القوة والثبات ، لاحظت تفوقي علميا وعمليا -بقدر استطاعتي- ، ولاحظت توسع فكري ، وآفاق عقلي ، كل شيئ بات مختلفا تماما عما كان عليه ، لعلها كانت التجربة الأفضل التي خضتها في حياتي .
• كيف نبدأ من الآن بمراعاة الجانب الفكري؟
القراءة .. والقراءة .. لأن الجانب الفكري لايأتي من أي مصدر آخر .. وهذا يفسر لمَ كانت كلمة “اقرأ ” هي الكلمة الأولى من القرآن ..
كلام في منتهى الحقيقة
موضوع جميل .. لامس الجرح في الامة العربية .. اسأل الله لك التوفيق والى الامام دوما
رائع جدا جدا.
لعلك تقصد الجانب الروحي … فهذا في منتهى الاهمية وهو مايجعل للحياة معنى
كلام جميل وواقعي واتمنى لو نستطيع تغيير العديد من المفاهيم في مجتماتنا العربية
كلام رائع جدا وصريح يحاكي جروح المجتمع وهمومه، ويفتح باب المنارة والمعرفة على الأمة العربية..
أسال الله أن يكون لهذا الكلام سببا في تخطي العقبات لدى الأمة العربية وتصحيح المفاهيم الخاطئة فيها وأن يرفع من شأنها لتصبح من أرقى الأمم، وكما أدعو الله لك بالتوفيق والتقدم دوما..